مرحبا بكم في يونان الأزمة, يونان الفقر و يونان التضامن


حكومة سيريزا

الحكومة اليونانية هي مزيج من اليساريين, الليبراليين و اليمينيين المتطرفين, الصفة الرئيسية لهذه الحكومة هي خضوعها لسلطة الاتحاد الأوروبي المركزية. حزب سيريزا صعد الى السلطة بعد وعوده للناخبين بالغاء السياسات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومات اليونانية المتعاقبة في السنوات الأخيرة, من بين هذه السياسات سياسة تفكيك بنى الرفاه و الضمان الاجتماعي و سياسة خصخصة البنى المركزية التابعة للدولة مثل الموانئ و المطارات و سياسات تفقير الطبقات الوسطى و الدنيا (تخفيض حد الأجر الأدنى, فرض الضرائب على أصحاب البيوت, تخفيض معاشات التقاعد و رفع ضريبة الاستهلاك و بعض الاجرائات الأخرى .1

بعد ستة اشهر من صعودهم الى السلطة فامت حكومة سيريزا اليسارية بالتوقيع مع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية جديدة أسوأ من الاتفاقيتين السابقتين التي وقعت عليهم حكومات اليمين السابقة.1

أما فيما يخص سياسات الهجرة و اللجوء فقد تبنت هذه الحكومة سياسات الاتحاد الأوروبي و خياراته المركزية حيث بدؤوا منذ الان بعمليات الترحيل القسري الاجرامي و بعمليات زج المهاجرين في معسكرات الاعتقال.1

التاريخ اليوناني الحديث

يمكن وصف اليونان بأنها بلد ذو صراعات اجتماعية و سياسية حادة, فبعد عام 1940 قام الحزب الشيوعي و أتباعه بنضال مسلح ضد القوى اليمينية المؤلفة من حلفاء النازيين السابقين في الحرب العالمية و حلفاء الأميريكيين و القوى التي تمثل الطبقات المحافظة 1945-1949 هذا النضال المسلح انتهى بهزيمة الشيوعيين و بقاء السلطة في نفس الأيدي للأربعين عاما المقبلة, في عام 1967 صعدت الى الحكم ديكتاتورية عسكرية استمرت حوالي 7 أعوام 1967- 1974 , في عام 1981 صعد حزب الباسوك الاشتراكي الى السلطة و برغم اختلافه السياسي و الأيديولوجي عن سابقيه الا انه استمر بالتحرك ضمن نفس الأطر السياسية التي وضعها سابقوه, السنوات العشر الأخيرة تميزت بعدم الاستقرار نتيجة حصول الأزمة الاقتصادية التي أدت الى سقوط الباسوك و صعود حكومات مختلطة نواتها احزاب اليمين التي لم تلبث ان تسقط بدورها ايضا. انتخاب سيريزا, أول حكومة يسارية بتاريخ اليونان لم يغير أي شيء فعليا, حيث لم تتغير اليات عمل الدولة على الاطلاق ,على سبيل المثال (رجال الشرطة مازالوا مسلحين اثناء المظاهرات).1

الأزمة الاقتصادية

شهدت السنوات السبع الأخيرة تطبيق مجموعة من الاجرائات الاقتصادية الهادفة الى تدمير الطبقات الوسطى و الدنيا, كنتيجة لهذه الاجرائات انتقلت الثروة بشكل خصري الى أيدي الطبقات العليا و المجموعات الاجتماعية المتواجدة في نواة الدولة اليونانية مثل القضاء, الجيش و الشرطة مما أدى الى انتشار الفقر و البطالة حيث يوجد حاليا أكثر من 1,200,000 عاطل عن العمل, نسبة البطالة المرتقعة ادت الى خلق ظاهرة الهجرة من اليونان الى دول الاتحاد الأوروبي و الى عودة الكثير من المهاجرين الى دول البلقان التي هاجروا منها سابقا.1

في جميع الأحوال يجب ان يكون من الواضح للجميع أننا لا نتحدث عن بلد يسود به الهدوء الاجتماعي بل عن بلد يعيش أزمة سياسية,اقتصادية, اجتماعية و انسانية.1

المجتمع المقاوم

الهجوم الاقتصادي على الطبقات الوسطى و الدنيا لم يكتمل من دون مقاومة, ففي السنوات الثلاث ما بين 2010-2012 خرجت العديد من المظاهرات الجماعية و التي تميزت بروح قتالية عالية ضد رجال الشرطة الذين قاموا بقمعها بطرق عنيفة, في ديسمبر عام 2008 و بعد مقتل طالب المدرسة صاحب ال15 ربيعا في ايكسارخيا برصاص الشرطة اندلعت انتفاضة كبيرة تميزت بهجمات ضد مراكز الشرطة و احتلالات لمراكز البلدية و تشكيل مجالس شعبية في الأحياء,.1

من الضروري الاشارة الى وجود تشكيلة متنوعة من البشر , العلاقات و المنظمات في اليونان مثل الأحزاب الشيوعية من ناحية و الأناركيين اللاسلطويين او الاشتراكيين التحرريين كما يحلو للبعض تسميتهم من ناحية أخرى. الأناركيون يشكلون مئات البنى و المجموعات على امتداد اليونان, هذه البنى متنوعة جدا فيما بينها فقد تكون عبارة عن عيادات اجتماعية, بنى تضامن مع السجناء السياسيين, بنى تضامن مع اللاجئين و المهاجرين, مقرات لمجوعات سياسية او حتى منظمات للدفاع الذاتي ضد فاشيي حزب الفجر الذهبي (خريسي افغي).في نفس الوقت يتواجد العشرات من السجناء السياسيين في السجون اليونانية وهم في غالبيتهم أناركييون و شيوعيون من اعضاء منظمات ثورية.1

مراجع هؤلاء الناس و المجموعات مختلفة و متنوعة فيما بينها حيث تبدأ من النضالات الساعية الى تحسين عمل النظام السياسي و الاقتصادي الحالي بدون المس بجذور المشكلة( الاصلاحيون) او المطالبة باصلاح أجهزة الأمن و تنقيتها من أعضاء الميليشيات الفاشية أو المطالبة بتطبيق سياسات اجتماعية و اقتصادية أكثر عدلا و تصل الى النضال العنيف الهادف للوصول الى الثورة الاجتماعية, الادارة الذاتية لوسائل الانتاج و التنظيم الأفقي (الغير هرمي) الخالي من جميع أنواع السلطة الذي تقترحه الفئات الهادفة الى التغيير الجذري. المباني المحتلة في جامعة (البوليتيكنيو), نوتارا, ديرفينيون, ثيميستوكليوس في أثينا و أورفانوتروفيو في تسالونيكي تعتبر جزئا من المشهد السياسي الهادف للتغيير الجذري.1

الفاشيون

من الضروري التشديد على انه رغم ان النظام السياسي في اليونان هو الديمقراطية البرلمانية, الا انه و كما في الدول الأخرى في العالم من متبعي هذا النظام توجد في اليونان شبكة مؤلفة من أعضاء ميليشيات و مؤسسات مهمتها التدخل عند الحاجة, اليمين المتطرف في اليونان دائما ما كان يلعب دور اليد الخفية للدولة حيث ان منظماتها اما ان تكون مرتبطة بعملاء حكوميين او انها خاضعة تماما لسيطرة الحكومة . اليوم, المنظمة النازية الرسمية الفجر الجديد (خريسي افغي) تتواجد في البرلمان اليوناني رغم ان اعضائها يحاكمون بتهمة انشاء مجموعة اجرامية الا انها في نفس الوقت تتلقى دعما باطنيا من الدولة يأتي على شكل تخفيف للعقوبات و القرارات القضائية او على شكل دعم اعلامي و سياسي. هذه المنظمة مسؤولة عن جريمة قتل شهزاد لقمان في 17-1-2013 و الشاب المعادي للفاشية بافلوس فيساس في 18-9-2013, كما انها مسؤولة ايضا عن مئات الهجمات بالضرب و السكاكين غالبيتها كانت ضد مهاجرين و لاجئين.1

مراجع هذه المنظمة هي خليط من الخطاب الهتلري و أيديولوجية الديكتاتورية التي حكمت اليونان بين 1967-1974 , جدير بالذكر ان نشاط هذه المنظمة الفاشية يتم مواجهته من قبل عشرات المجموعات القتالية المعادية للفاشية على امتداد اليونان.1

ايكسارخيا

حي ايكسارخيا يعتبر من الأحياء المميزة, حيث شكل ساحة للعديد من المعارك و الصراعات المهمة منذ نهايات القرن التاسع عشر, منذ بداية السبعينات و حتى اليوم يشكل هذا الحي ملتقى للشبيبة المنتفضة و الأشخاص أصحاب الأفكار السياسية الهادفة للتغيير الجذري.1

في جميع الأحوال حي ايكسارخيا يتميز بحضور منخفض للشرطة و بخلوه التام من الفاشيين, كما يتميز أيضا باحتوائه العشرات من المقرات و المباني المحتلة و المباني المحتلة و بنى الدعم المبنية على أسس المساعدة المشتركة و شبكات التضامن.1

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *