نضال المعتقلات ضد السلطة في معتقل ايلينيكو للنساء المهاجرات


في بلدية “ايلينيكو”المتواجدة في الضاحية الجنوبية لاثينا،تم اعداد مركز لاحتجاز النساء المهاجرات اللواتي لا يملكن أوراق اقامة ذات صلاحية (احتجاز اداري). هذه المهاجرات المعتقلات،لم يقفن مكتوفات الأيدي أمام اعتقالهن الظالم ،بل قاموا بمحاولات فردية و جماعية للمقاومة. فقد قمن مؤخرا باضراب عن الطعام مطالبات بالافراج عنهن, هذا الاضراب  استمر من 13\4 الى 17  \4 .النساء المهاجرات اللواتي اجتمعن في السجن كانوا قد قدمن الى اليونان من انحاء مختلفة من العالم (المغرب،ايران افغانستان،الكاميرون،الكونغو،الصومال،البانيا،جورجيا،فيتنام،الصين،جمهورية الدومينيك…) .الكثير من النساء كانوا يعيشون و يعملون لسنين كثيرة في اليونان،قبل اعتقالهن،و أغلبهن معتقلات لمدة تترواح بين ثلاث الى ستة أشهر أو أكثر.
لم يكن هذا الاضراب عن الطعام الأول من نوعه التي تقوم به المهاجرات ففي الرابع و الخامس عشر من ديسمبر قامت المهاجرات باضراب عن الطعام مطالبات بحريتهن و بتحسين ظروف اعتقالهن,كنتيجة للاضراب الشرطة اليونانية استجابت لمطالب المعتقلات فقاموا بتركيب نظام تدفئة كما سمحوا للمعتقلات بأخذ الأطعمة المغلفة التي يجلبها لهن المتضامنون أثناء الزيارات.

لكن الاوضاع في مركز الاحتجاز  الذي تتواجد بداخله  الان حوالي 50 إمرأة تقريبا تبقى تعيسة, ففي فصل الشتاء لا بوجد ماء ساخن و الطعام سيء جدا، التواصل مع العالم الخارجي صعب ايضا(حتى عبر الهاتف أو أثناء الزيارات) أما الرعاية الصحية فهي غير موجودة تقريبا .في منتصف شهر اذار، المهاجرة الايرانية ر.د.،التي كانت حامل في وقتها, كانت تعاني من نزيف داخلي دفعها لطلب نقلها الى المستشفى للحصول على المساعدة الطبية, لكن الحراس رفضوا الاستماع اليها في البداية ثم نقلوها الى المستشفى عندما تأزمت حالتها بعد مرور أيام على النزيف, الطبيب المسؤول عن حالتها صرح بأن الشرطة تأخرت في نقلها الى المشفى.

في ١٥ تشرين الاول في عام ٢٠١٥، بدأت بعض المهاجرات رفض الطعام الذي كان يقدم لهن في مركز الاعتقال ،احدى المهاجرات المضربات عن الطعام كانت سناء طالب من المغرب،التي حاولوا طردها بالعنف بعد ست ايام من بدئها الاضراب عن الطعام لانها قاومت،سناء الان تواجه اتهامات جنائية (العصيان و اضرار ممتلكات اجنبية) و ستمثل أمام المحكمة بتاريخ 31-5-2016 .على رغم ذلك،سناء طالب استمرت لوحدها الرفض عن الطعام لمدة ١٢ يوم،و الان يتم اعتقالها لمدة اكثر من ١٢ شهر.
المهاجرات المعتقلات لسن وحدهن, نحن في مجموعة “متضامنات و متضامنون مع المعتقلين في جنوب اثينا” ،التي تم تشكيلها في شهر نوفمبر ٢٠١٤، نذهب كل اسبوع لزيارة المعتقلات في مركز الاحتجاز. المجموعة لا علاقة لها بأي مؤسسات ،احزاب سياسية،كنائس أو منظمات غير حكومية،نحاول محاربة نظام التفريق الذي يفرض علينا من قبل الدول, نحاول هدم الجدران و الحواجز التي تفرق بين البشر .المجموعة لها هدفان:الهدف الاول ان تُخرج الى العلن حقيقة ما يحصل في مراكز الاعتقال التي أعدتها الحكومة اليونانية، و ايصال صوت المعتقلات الى الخارج، هدف المجموعة الثاني هو ان نشارك المعتقلات في نضالهم المحق ضد مراكز الاعتقال.الهدف الثاني لا يمكن تحقيقه بالنيابة عن الناس المسجونة التي تعاني جسديا و روحيا من الاعتقال و الاضطهاد و المعاملة السيئة ، بل معهم، لهذا السبب مجموعتنا تدعم باي طريقة المهاجرات اللواتي اتخذن الدرب الصعب, درب المقاومة و الانتفاضة. احدى نشاطات المجموعة هي توزيع النصوص في الشوارع ،تنظيم اعتصامات،مظاهرات. الان عدد كبير من الناس التي تنتمي الى مجموعات سياسية اخرى أعلنوا تضامنهم و دعمهم لنضال المهاجرات المعتقلات،بسبب علاقة التواصل التي أسستها مجموعتنا مع المهاجرات.
متضامنات\متضامنون مع المعتقلين في جنوب أثينا 21.04.2016

أثناء التحضيرات الأخيرة لطباعة هذا العدد تلقينا بسرور خبر الافراج عن سناء طالب و تسعة معتقلات اخريات من سجن ايلينيكو, الحرية لجميع المعتقلين و المعتقلات.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *